محمد السيد محسن
لا يلومنَّ احدٌ من يكتب عن هذه الحالة المزرية التي تتناقلها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبطلها دائماً رجل معمم واخرون يتكالبون عليه للحصول على تفلته "بصقته" للتبرك . كما لا يلومنَّ احدٌ اخر ينقلها بذريعة محاولة تشويه "المذهب" او التآمر على بيضة الإسلام وتشويه الحقائق فهي ممارسة جلية وواضحة يستنكرها البعض ولا يدافع عنها اصحاب الشأن بيد انهم لم يصرحوا بعد برفضها . وعليه يجب التعرف على مجريات الأمور التي تدفع بهذا الجمع للحصول على "تفلة" رجل للتبرك ، ومعرفة ما الذي يدفع بمواطن "عراقي" لممارسة هذا العمل .
هل نحن أمام مرض البحث عن رمز وعن سيد ليمارس البعض عبوديته !
أم نحن نعيش حالة نضوج الأخطاء حتى وصلت حدَّ الظواهر!
البعض ومن باب الدفاع او من باب الشماتة بدأ يتناقل لقطات من دول أفريقية حيث يقدس مواطنون أفارقة رجلاً بمظاهر شتّى ، ولكن تبقى حالة التكالب على تفلة المعمم "ماركة عراقية " لم يقلدها احد بعد.
شاهدنا وبشكل متكرر كيف يقدس البعض ما يتركه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد إنهائه اعتصاماً عند بوابة للمنطقة الخضراء او خطبة في مسجد الكوفة ، ونشر البعض لقطات لحالة تبرك بخيمة " السيد " او اطارات سيارة السيد وأخيراً شاهدنا تبركاً من نوع اخر حيث تعارك محبون على منصة السيد او مايكروفون السيد ، بيد أني اعتبر ان هذا بأجمعه يمهد لتفلة السيد وان كان رجلاً مثل مقتدى الصدر يستنكر هذه الممارسات ويرفضها إذا قام بها
محبوه.
وليس بعيداً يوم قام البعض ممن هم في قيادات المجتمع السياسي اليوم بكتابة القرآن مستخدمين حبراً من دم صدام حسين ، ويومها اعتبر البعض
انها ممارسة محبة وليس فيها تجاوز على الفقه والحرام .
وبالعودة لتاريخنا او لبعضه "المزيف" نجد ان بعض الأحاديث المتواترة والتي لم يستطع احد تفنيدها او تكذيبها كانت تتحدث عن قدسية من هذا النوع حيث ورد مثلاً ان رسول الله "ص" أنهى حجامته في يوم ما وقام احد الصحابة بالتهام دم الرسول "ص" ،ولم يستنكر الرسول "ص" ذلك بل قال له : لن تمسَّ جسدك النار .
اعتقد ان من يتثاقف وفق هذه الرؤية تغلبه "القداسة " الموهومة والتي لا تستند الى الحلال فالدم المحرم ، يفترض ان يكون محرماً دون استثناء حسب ما ورد في القرآن الكريم ، ولا اعتقد ان أحداً من رجال الدين من كافة المذاهب من يذهب الى تشريع حلّيّة الدم بشكل استثنائي ، وفي ذات اللحظة لم يجرؤ احدٌ منهم على تكذيب ومناقشة ودحض هذا الحديث الذي تتناقله اجيال المسلمين جيلاً بعد اخر.
كما اعتقد ان المُلام في هذه الظاهرة ليس المتبرك "الأعمى" من عامة الخلق وإنما صاحب التفلة فهو الذي يسخر زيه "المقدس" لأغراض غير نزيهة وبالتالي يفترض ان تتم تعريته من قبل اقرانه من الذين يرفضون تحويل الدين الى ممارسة بائسة لها علاقة ب "التفال" .
يفترض ان يقوم المتصدّون للفتوى والمدافعون عن الدين بإصدار توضيح بمثابة الفتوى لوقف هذه الممارسات الفجّة التي لا تمت للدين بأية صلة.
لكننا نشاهد اليوم ان سياسيين يمثلون أمام بعض السذّج بتمثيل مشهد التراكض على "التفلة" لقيادة الهمج الرعاع من خلال رجل دين حيث يسيطرون على عقولهم ويربح الاثنان – السياسي ورجل الدين- الأموال والجاه والهيبة والمناصب ، فيما يكتفي المتراكضون ب "التفلة المقدسة" .
انها لعبة السياسة القذرة التي تعتمد على تجهيل الآخر للوصول الى سدة القرار ، وخلط الدين بالدولة ، بغية البقاء على سطح المشهد فيما يهيم اخرون بفتات الأحلام ورضا من لا يستحق الاحترام.
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع