رؤيا للمعلوميات

ثائرة اكرم العكيدي 

اصبحنا نتحسر على ذكرياتنا القديمة حتى لو كان فيها بعض من الالم عن أيامنا الماضية المُشرقة حينما تخنُقنا ذكرياتنا التي لم يبتلعها حاضرنا،تلك الذكريات التي تأبى التغلغل في احزاننا حتى لانطفو على بحيرةِ الدموع. اتذكر فترة التسعينات ذهبنا انا ووالدي الى بغداد فابهرني منظر مجموعة من الشباب بزي عسكري يفترشون شارع العلاوي وينامون فيه ليلا ذلك الشارع البهي النظيف ذو الاضواء الساطعه فأسال والدي من هولاء فيجيبني مبتسما هذا( ابو خليل) انهم ينتظرون طلوع النهار ليواصلو رحلتهم لمحافظاتهم فمنهم من الجنوب ومنهم من الشمال لاخوف عليهم كانها ديار اهلهم وتكرر المنظر قبل فترة عندما ذهبت لساحة المظاهرات ورايت نفس الفتيه لكن بوجوه مختلفه يفترشون الساحات ليلا في شوارع خلت من الانارة والاشباح تسكنها الكل نيام وليسوا بنيام لانهم يعلمون ان اغمضوا اعينهم سيغدرون بهم في اي لحظة..

الفرق بين ذاك الزمان وهذا الزمان ان الموت كان ضيفا زائرا يحل علينا بين فترة واخرى اما الان فقد اصبح الموت يعيش بيننا في كل تفاصيل حياتنا حتى تبين لنا ان هواك ياعراق نستنشقه شهادة .

شعب كان لسنوات اذرعه ملوية وهذا مايجعله لايجيد العوم في مياه السلطة سيقانه مربوطة لهذا اكتفى بالعومِ في جوفِ حرمانه واحزانه اللامنتهية .. أين خيوط النور التي كنتم تنادونَ بها ياساسة الشيطان تِلك الأضواء التي كنا نلحق بسرابها على وجع نعلم أنها نيران قلوبنا، أو شرارات إحتراق أرواحنا.. ورغمَ ذلك نجري نحوها، لأن أجدادنا اخبرونا أن أولى عتباتِ الخروج تحتضن ألهبة الضوء المسالمة.

لقد تعبنا من النزف تشبعت الارض بالدماء والدموع تلك الحسرة متى نراك سالما منعما وغانما مكرما ذهبت منه نعمة الأمنِ والأمان وعم فيه النهب و الدمار و القتل اكلته الحروب والكلاب كم طفلا بكى واشتكى من جوعِ وكم طفلا مات في المخيمات من شدة البرد وكم من الأمهاتِ تبحث عن لقمة عيش لأطفالها وكم من عاقلاً قتلوه ولم يصبح من ضمن قلوبهم الـمبشعة وكم من الأباء استشهدوا لانه لامفر من حياة خجلوا منها امام ابنائهم فاختاروا الشهادة وكم منهم ذهبوا لوطن غير موطنهم هذا الموت والضياع والتشت بسبب ماذا حكومات مستبدة وساسة جائرون وحروب لاتنتهي..