اثير الشمري
لم يعهد في أي مسرح او عمل سينمائي أن يكون للكومبارس دور أساسي في السيناريو والحوار.. فهو عادةً ما يأخذ دوراً لا تسلط عليه الكاميرا بصورة مباشرة، فنراه ضائعاً بين سطوع نجوم الأبطال المحدودين، واقصاء المؤلف، ورؤى المخرج، وربما لا نراه.. لكنه عادةً ما يكون له الفضل في إتمام حبكة السيناريو، ولنتصور مدى صعوبة غيابه!
في سيناريو الوطن كومبارس يُدَّعى ويُكْذَب عليه باستمرار بأنه أساس السيناريو الوطني، وهو -السيناريو- ملازم له، فلا يكون الا به؛ لكن الواقع يقول عكس ذلك.
قرارات كثيرة يتخذها المؤلفون والمنتجون والمخرجون والمصورون تخص السيناريو، يصبونها عبر أبطالهم بلا إهتمام لمدى رضى الكومبارس، متناسين أنه البطل المفترض، وكأن النص والحوار ملكهم، يسوقونه أنَّى شاؤوا.
مشهد الثورات -المسمى عبثاً- مثلاً، يستيقظ الكومبارس البطل على صوت المذياع، فيسمع البيان رقم واحد يدعو فيه المذيع إلى نصرة الثورة، فيهرول الكومبارس إلى موقع التصوير حتى "يلقط" رزقه، أو ليكون وجها لكاميرا الفيلم أو المسرح، ظناً منه بأنه المقصود من هذه الحركة؛ لكنه لا يجد رزقاً ولا كاميرا تلتقط وجهه، لأنهما في أستوديو القصر عند المؤلفين المنتجين والمخرجين، وما يخرج المصور منهم؛ إلا لغرض تصوير التأييد والمشاعر الجياشة عند الكومبارس الذي يمني النفس بكسرة رزق، أو بكاميرا تألف وجهه ليساهم في صنع القرار في أستوديو القصر.
نعم... نال الكومبارس البطل بعض مآربه في كسرة الرزق، ثم ما لبث ان وصل أسوار أستوديو القصر على "نَصَبٍ"، لينتظر قراراً من "عصبة" الأستوديو بأن يكون وجهاً للكاميرا ومشاركاً في القرار؛ فيطل المخرج قائلاً: "صوتنا أن تشتركوا في رسم موقع وزمان إخراج السيناريو؛ لإضفاء شرعية الرؤيا عليه، فأمامكم إما أن نخرجه في صالون القصر، أو في باحته"..
صفق الكومبارس البطل مؤيداً وضج بالهتاف المعتاد: "بالروح بالدم نفديك يا مخرج".. ورأى أن يكون الإخراج في باحة أستوديو القصر؛ ظناً منه أنه يَرَى و يُرَى.. مسكين!
الكومبارس البطل فاته جلوس المؤلف في شرفة الأستوديو يشرب سيجاره الكوبي الفاخر، ويرتب السناريو بالذي يُشغل الكومبارس عن وجوده بتلاطم الأحداث، وكأنه دمية توجه بما رسم له من احداث.
بعيداً عن أجواء استوديو القصر، هنالك كومبارس قرأ السيناريو، وفهم منه ألّا اهمية لدور الكومبارس فيه؛ لكنه فضل النوم لزمانٍ يَمُنُّ المؤلف عليه وعلى زملائه الأبطال وغيرهم بأن يكون لهم دور أكبر وأوسع، وأن يسلط عليهم المخرج الضوء بما يناسب حجمهم ومتطلباتهم.
المستغرب الّا يُدرى ذنب من في كل هذا، أذنب المؤلف في فرض سطوته حتى يستمر سيناريو الوطن على هذه الشاكلة؟أم المنتج الممول؟
أم المخرج المنفذ؟
أم المصور "عبد المأمور"؟
أم الكومبارس البطل الذي يرضى بفتات الخبز وهفوات الكاميرا؟
أم هو ذنب الكومبارس النائم؟
أم ذنبنا نحن الآملون بجزءٍ ثانٍ؟!
لاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر الفيس بوك لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر كوكل بلس لمتابعة كل جديد
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر تويتر لمتابعة كل جديد .
تابعلاتنسى الاعجاب بصفحتنا عبر اليوتيوب لمتابعة كل جديد .
تابع